إن فكرةالعيادة هذه وجدت لأولئك الذين يرغبون في أن يصبحوا قراءً، وعلى وجه التحديد قراءً للكتب، اولئك الذين يهدفون الى جني
فهما متزايدا من خلال القراءة. وهكذا، فأن القراءة الحقيقية الفعالة، هي تلك التي تمد القارئ بقدرٍ كبيرٍ من المعلومات وفهمٍ أوسع من خلال الكلمة المكتوبة، لذلك فأن الأذكياء هم من لا يستكفون بما يقدم لهم عبر وسائل الإعلام بجميع أنواعها، ولكنهم يدركون أيضا أن عليهم أن يقرءوا أكثرسعيا وراء الحقيقة، ولكي يصنعوا عالمهم المبني على القناعات والأفكار المتينة القوية.
إن عملية القراءة هي عبارة عن نشاط إيجابي ؛ بمعنى أن القارئ يتفاعل مع الكاتب ثم يبدأ بتكوين معرفة يكون قادراً على استخدامها
في بناء مفهوم جديد يستطيع توظيفه واستخدامه وهذا ينعكس ايجابا على حياته.
لذلك، فأن القارئ الأفضل هو ذلك القارئ القادر على صنع نشاط أوسع في القراءة وبذل جهد أكبر. مع ذلك،فالكثير منا يتساءل ماذا
أستطيع أن أفعل لكي أقرأ بفعالية؟ هذا السؤال يكاد يكون هو السؤال الأول الذي يدور في خاطر كل شخص ألتقي به، وذلك بسبب مهنتي كأمين مكتبة، ويظن السائل أن لدي الوصفة السحرية لعلاج العزوف عن القراءة. ولطالما كانت لدي ردود عامة ومحاولا الابتعاد عن الحالات الخاصة لكل واحد منهم. أحاول أن أقترح لهم بعض عناوين الكتب التي تهتم بفن القراءة وخاصة
كتب القراءة السريعة فهي تغزو أسواق الكتب بكثرة وتساعد جدا في هذا المجال. ولكني مع مرور الوقت لفت انتباهي أن هذه الكتب كتب طويلة ومملة وتحتاج إلى شرح وتوضيح، فهي لا تُقرأ بدون مساعد. فكيف ستكون موجهه إلى أشخاص لديهم مشكلة العزوف عن القراءة؟
وفي تجربة عيادة القراءة كانت الفكرة أن تكون هناك لقاءات مباشرة مع الناس ومحاولة فتح حوار يناقش أهم العقبات والمشاكل لكل شخص بشكل خاص، وبهذا الاهتمام بكل حالة على حدا تكون لدي قناعة خاصة بأن الناس بجميع اختلافاتها بحاجة لشرارة بسيطة لكسر الحاجز الوهمي بينها وبين الكتب، حيث أن معظم التبريرات والأعذار التي ذكرها زوار عيادة القراءة كانت وهمية ومتكررة وغير مقنعة. ومن جهة أخرى قمت بجمع الممارسات والعادات التي يقوم بها الناس عند قراءة الكتب، وهنا
أيضا كانت متشابهه إلى حد كبير.
إن تجربة عيادة القراءة استمرت لمدة ثلاثة أيام متتالية، وكان لابد من توثيق هذه التجربة وأهم النتائج التي توصلتُ إليها على شكل كتاب يفيد الناس الذين لم تكن لهم فرصة زيارة عيادة القراءة، ومن خلال هذا الكتاب ستكون إرشادات عيادة القراءة في كل بيت ومدرسة ومكتبة وفي كل مكان نحتاج فيه إلى ترسيخ عادة القراءة.
الكتاب عبارة عن حوارات بين أمين المكتبة وهي الشخصية التي ابتكرت فكرة عيادة القراءة ولديه حلول عملية واختبارات علمية يحاول من خلالها علاج مشكلة العزوف عن القراءة لدى جمهور عيادة القراءة. والشخصية الثانية هي أحد زوار عيادة القراءة وهو باسل الذي سيقوم بتطبيق جميع تعليمات وإرشادات امين المكتبة وتدور حوارات وأسئلة عديدة يطرحها باسل على أمين المكتبة والتي تكون منها فصول هذا الكتاب.
بدأ الفصل الأول بقياس المؤشرات الحيوية لأي قارئ يرغب بأن يعرف مستوى قراءته للكتب وهي مؤشر سرعة القراءة، ومؤشر سرعة الاستيعاب، ومؤشر الرغبة بالقراءة. وهي المؤشرات الرئيسية لكي يكون الشخص على دراية واضحة أين موقعة في عالم القراءة.
تناول الفصل الثاني أهم العادات الخاطئة التي يقع بها الشخص أثناء قراءته للكتب ولقد حرصت على أن تكون من واقع التجربة في عيادة القراءة.
أما الفصل الثالث فتم تخصيصة لأهم الخرافات والأعذار التي يرددها الأشخاص الذين قابلتهم في عيادة القراءة. وحاولت في الفصل الرابع والخامس والسادس أن أطرح مجموعة من العلاجات المفيدة والعملية والتي تساعد في عملية ممارسة القراءة دون ملل أو كلل. وكان لابد في الفصل السابع أن يكون للتأكيد على أن القراءة هي الحياة ووضعت فيه بعض النصائح والإرشادات المهمه للإستمرار والثبات على القراءة.
أما الفصل الثامن حرصت فيه على أن أضع نماذج لأشخاص عاشوا قراءً ومع كل انشغالاتهم في الحياة سواء رؤوساء دول أو مشاهير من المجتمع، ليكون حافزا نحو قراءة مدى الحياة.
هذا الكتاب ليس كباقي الكتب التي تتناول فكرة تنمية مهارة قراءة الكتب، هو عبارة عن تجربة حقيقية (عيادة القراءة) وتم استخلاص أهم النتائج ورصدها وتوثيقها لتكون دليلا ومرشدا لكل من يرغب بأن يقرأ للحياة.
لا تزال القراءة هي الفن الوحيد الذي من خلاله يستطيع الإنسان أن يوسع مداركه وآفاقه وآماله. لازالت القراءة هي الركن الركين الذي تعتمد عليه الأمم للتقدم والحضارة. وهناك فرق عزيز القارئ بين القراءة بحد ذاتها وبين أنواع وأشكال الوسائل التي من خلالها تستطيع أن تقرأ. وهذا الخلط الذي يقع فيه الكثير من الناس عند بداية الحديث عن القراءة. فالقراءة كانت قديما من الألواح الطينية ووصلنا الآن لأن تكون من الألواح الرقمية. ولا نعلم في المستقبل ماهي الوسائل التي يستطيع الإنسان القراءة منها.
ولكن القراءة بحد ذاتها وهو الفعل نفسه، كما نقول يلعب ويكتب ويدرس وأيضا يقرأ. هنا المشكلة الحقيقية التي يجب أن تناقش فيها فلا منع من فعل القراءة على أي وسيلة تراها مريحة ومناسبة لك.
هدف هذا الكتاب ليقول للقارئ أنه يمكن للقراءة أن تفعل فعل السحر فـي شخصية الإنسان، سترى فيه مقالات فـي كل مناحي الحياة وقصص لها أثر الحرارة على الأشياء فتتسع خلايا عقلك وتتمدد زوايا روحك عند قراءتها. ومجموعة مقالات أخرى حول كتب اختيرت كما تختار حبة الفاكهة النظرة من أكوام الفاكهة، اختيرت بعناية بخبرة ونظرة أمين المكتبة.
وتذكر دائما أن القراءة من غير ورقة وقلم وملاحظات ويوميات أنت أبدا لم تقم بفعل القراءة «يقرأ».
مكتبات الوزارات في دولة الإمارات العربية المتحدة: دراسة مسحية تعتبر مكتبات الوزارات أحد أنواع المكتبات الحكومية المتخصصة حيث تكتسب المكتبة مهامها ومسؤولياتها وتخصصها من الجهة الحكومية التي تتبع لها، وحسب الاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات (الإفلا) فإن للمكتبات الحكومية مسؤولية المساهمة في دعم أهداف المؤسسة الأم حيث تعتبر من وظائفها الأساسية صياغة البرامج والسياسات، النشاطات الإدارية والتنظيمية، الوظائف الاستشارية، المساعدة في إعداد الأبحاث. ولذلك تعتبر المكتبة من العناصر المهمة في المؤسسات الحكومية التي تسعى للتميز والجودة وخاصة في هذا العصر الذي توجهت فيه الحكومات إلى ما يسمى بالحكومة الذكية. وتأتي أهمية البحث في ملأ الفجوة في الدراسات بإجراء دراسة مسحية ميدانية للتعرف عن قرب على مكتبات الوزارات في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتعرف على الوضع الحالي لهذه المكتبات من حيث وجود المكتبة من عدمه، المبنى والأثاث، الهيكل التنظيمي والموظفين والميزانية، العمل الفني (الفهرسة والتصنيف وتنظيم المكتبة)، طبيعة المجموعات ونوعيتها. لتكون أول دراسة مسحية تقف على الوضع الحقيقي لهذا النوع من المكتبات في دولة الإمارات العر...
تعتبر المكتبات الحكومية هي أحد أنواع المكتبات المتخصصة التي تعنى بتقديم خدمات المعلومات للمؤسسة الحكومية الأم التي تتبع لها، ومن هنا جاءت تسميتها بالمكتبات الحكومية. وعادة ما تكون هذه المكتبات ذات أحجام صغيرة سواء على مستوى المساحة أو المجموعات أو الموارد البشرية. ويعرف دليل المكتبات الحكومية الصادر عن الإفلا (2007) المكتبات الحكومية «تشكل دوائر المكتبات الحكومية كل مكتبة تؤسس وتدعم بشكل بالكامل من الحكومة وهي تهدف إلى خدمة الحكومة. (ويتألف روادها من الحكومة أساسا، ويمكن أن يشملوا كل من يرغب فـي ارتيادها والاستفادة من محتوياتها).
وفق هذا التعريف لا يمكن تفسير مكتبة عامة أو جامعية، وحتى ولو كانت قد أنشأتها الحكومة أو أنها تقدم الخدمات لموظفي الحكومة أو للشعب بأنها «مكتبة حكومية» بسبب اختلاف طبيعة الجمهور الرئيسي المستفيد من خدمات المكتبة. وذلك لأن الوظيفة الأساسية للمكتبات الحكومية حسب ما أوردته الإفلا، (2007) هي خدمة الحكومة على مختلف الأصعدة من خلال جعل كافة المعلومات التي تنشرها الحكومة والهيئات غير الحكومية والأفراد متوفرة، وعادة ما يكون المستفيدين وزراء ومدراء وعلماء واختصاصيين وباحثين. وتختلف هذه المكتبات اختلافا ملحوظا فـي الحجم والنطاق. لهذه المكتبات الحكومية مسؤولية المساهمة ودعم أهداف المؤسسة الأم ومن وظائفها الأساسية صياغة البرامج والسياسات، النشاطات الإدارية، والتنظيمية، الوظائف الاستشارية، وبرامج الأبحاث.
وهذا الكتاب يعتبر محاولة لملأ الفجوة العلمية فـي مجال البحوث المتخصصة بالمكتبات الحكومية على المستوى العربي. ويحتوي الكتاب على مجموعة من الدراسات والأبحاث المحكمة والتي قد شاركت فـي جوائز علمية أو عرضت فـي مؤتمرات علمية متخصصة.
تهد ف هذه الدِّراسة إلى التعرّف على واقع الأرشفة الإلكترونية في دولة الإمارا ت العربية المتحدة، وقد تم استخدام المنهج المسحي؛ لتحقيق أهداف الدِّراسة التي أتت في سبعة أقسام.
جاء الأوَّل إطاراً عاما احتوى على مفاهيم ذات علاقة بالأرشفة الإلكترونية وعرض للدراسات السّابقة. والثاني إطاراً نظريا للدراسة، حيث تناول مفاهيم عن الأرشفة والتوثيق ونشأتها وتاريخها وتطورها والحكومة الإلكترونية، ثم نظم الأرشفة الإلكترونية وأجهزتهاوالتحول من الأرشيف التقليدي إلى الإلكتروني ، ومتطلبات البنية التحتية للأرشفة الإلكترونية ثم السياسات والتشريعات المنظمة للوثائق والأرشفة والمعايير والمقاييس الدّولية. وناقش القسم الثَّالث أمن الوثائق ومخاطر تطبيق نظم الأرشفة الإلكترونية. فيما عني القسم الرّابع بالمنهجية المتبعة في هذه الدِّراسة للوصول إلى النّتائج المرجوة منها. أمّا القسم الخامس فخُصِص لعرض نتائج الدِّراسة.
ومن ضمن ما أشار اليه الباحث في التغطية العلمية لمادة الكتاب مجموعة مقاييس تحليل البيانات الضخمة لمواقع التواصل الاجتماعي والتي تهدف الى تقييم تأثير أنشطة المكتبات ومدى تجاوب المستفيدين معها حيث لخصها بالمقاييس الآتية:
١-مقياس الحضور: وهي تواجد المكتبة والتعريف بها
٢-مقياس الظهور: لمعرفة مدى ظهور المكتبة في هذه الوسائل
٣-مقياس الصوت: لمعرفة الطريقة التي تتواجد عليها المكتبة في هذه المواقع
٤-مقياس التفاعل: لمعرفة مدى تشارك المكتبة للمستفيدين على هذه المواقع
٥-مقياس الوصول: لمعرفة حجم الوصول لجمهور المكتبة
٦-مقياس الأثر: لمعرفة أثر تواجد المكتبة في هذه المواقع على تحقيق الأهداف المرجوة
٧-مقياس تحليل البيانات: لمعرفة الجهود المبذولة في هذه المواقع
٨-مقياس السمعة: لتقييم وصف المستفيدين للمكتبة من خلال هذه المواقع